قبل التسيير
الكهف (٥١ - ٤٨)
وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال كأنه قيل وحشرناهم قبل ذلك ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِدًا﴾ وقتاً لإنجاز ما وعدتم على ألسنة الأنبياء من البعث والنشور أو مكان وعد للمحاسبة
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)
﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ أي صحف الأعمال ﴿فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمَّا فِيهِ﴾ من الذنوب ﴿وَيَقُولُونَ يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ أي لا يترك شيئاً من المعاصي ﴿إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ حصرها وضبطها ﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا﴾ في الصحف عتيداً أو جزاء ما عملوا ﴿وَلاَ يظلم ربك أحدا﴾ فيكتب عليه مالم يعمل أو يزيد في عقابه أو يعذبه بغير جرم
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (٥٠)
﴿وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾ سجود تحية أو سجود انقياد ﴿فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كان من الجن﴾ وهو متسأنف كان قائلا قال ماله لم يسجد فقيل كان من الجن ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ﴾ خرج عما أمره ربه به من السجود وهو دليل على أنه كان مأمور بالسجود مع الملائكة ﴿أفتتخذونه﴾ هو ﴿وَذُرّيَّتَهُ﴾ الهمزة للإنكار والتعجب كأنه قيل أعقيب ما وجد منه تتخذونه وذريته ﴿أَوْلِيَاء مِن دُونِى﴾ وتستبدلونهم بي ومن ذريته لا قيس موسوس الصلاة والأعور صاحب الزنا وبتر صاحب الصائب ومطوس صاحب الاراجيف وداسم يدخل ويأكل مع من لم يسم الله تعالى ﴿وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ أعداء ﴿بِئْسَ للظالمين بَدَلاً﴾ بئس البدل من الله إبليس لمن استبدله فأطاعه بدل طاعة الله
مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (٥١)
﴿مَّا أَشْهَدتُّهُمْ﴾ أي إبليس وذريته ﴿خَلَقَ السماوات والأرض﴾ يعني