الخراج فلا حاجة لي إليه ﴿فَأَعِينُونِى بِقُوَّةٍ﴾ بفعلة وصناع يحسنون البناء والعمل وبالآلات ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبينهم ردما﴾ جدار أو حاجزا حصينا موثقا والردم اكبر من السد
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦)
﴿آتوني زُبَرَ الحديد﴾ قطع الحديد والزبرة القطعة الكبيرة قيل حفر الأساس حتى بلغ الماء وجعل الأساس من الصخر والنحاس المذاب والبنيان من زبر الحديد بينها الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى أعلاهما ثم وضع المنافيخ حتى إذا صارت كالنار رصب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا وقيل بعد ما بين السدين مائة فرسخ ﴿حتى إِذَا ساوى بَيْنَ الصدفين﴾ بفتحتين جانبي الجبلين لانهما يتصادقان أي يتقابلان الصُّدَفين مكى وبصرى وشامي الصُّدْفين أبو بكر ﴿قَالَ انفخوا﴾ أي قال ذو القرنين للعملة انفخوا في الحديد ﴿حتى إِذَا جَعَلَهُ﴾ أي المنفوخ فيه وهو الحديد ﴿نَارًا﴾ كالنار ﴿قَالَ آتُونِى﴾ أعطوني ﴿أَفْرِغْ﴾ أصب ﴿عَلَيْهِ قِطْراً﴾ نحاساً مذاباً لأنه يقطر وهو منصوب بافرغ وتقديره آتوني قطراً أفرغ عليه قطراً فحذف الأول لدلالة الثاني عليه قال ائتوني بوصل الألف حمزة وإذا ابتدأ كسر الألف أي جيئوني
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧)
﴿فما استطاعوا﴾ بحذف التاء للخفة لأن التاء قريبة المخرج من الطاء ﴿أَن يَظْهَرُوهُ﴾ أن يعلوا السد ﴿وَمَا استطاعوا لَهُ نَقْبًا﴾ أي لا حيلة لهم فيه من صعود لارتفاعه ولا نقب لصلابته
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨)
﴿قَالَ هذا رَحْمَةٌ مّن رَّبّى﴾ أي هذا السد نعمة من الله ورحمة على عباده أو هذا الإقدار والتمكين من تسويته ﴿فَإِذَا جاء وعد ربي﴾ فإذا دنى مجئ يوم


الصفحة التالية
Icon