قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨)
﴿قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بالرحمن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً﴾ أي إن كان يرجى منك أن تتقي الله فإني عائذة به منك
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (١٩)
﴿قَالَ﴾ جبريل عليه السلام ﴿إِنَّمَا أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ﴾ أمنها مما خافت وأخبر أنه ليس بآدمي بل هو رسول من استعاذت به ﴿لأَِهَبَ لَكِ﴾ بإذن الله تعالى أو لأكون سببا في هبة الغلام بالنفخ في الدرع ليهب لك أي الله أبو عمرو ونافع ﴿غلاما زكيا﴾ طاهرا من الذنوب أو نامياً على الخير والبركة
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠)
﴿قَالَتْ أنّى﴾ كيف ﴿يَكُونُ لِي غلام﴾ ابن ﴿وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ﴾ زوج بالنكاح ﴿وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً﴾ فاجرة تبغي الرجال أي تطلب الشهوة من أي رجل كان ولا يكون الولد عادة إلا من أحد هذين والبغي فعول عند المبرد بغوي فقلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين إتباعاً ولذا لم تلحق تاء التأنيث كما لم تلحق في امرأة صبور وشكور وعند غيره هي فعيل ولم تلحقها الهاء لأنها بمعنى مفعولة وإن كانت بمعنى فاعلة فهو قد يشبه به مثل إن رحمة الله قريب
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (٢١)
﴿قَالَ﴾ جبريل ﴿كذلك﴾ أي الأمر كما قلت لم يمسك رجل نكاحاً أو سفاحاً ﴿قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ﴾ أي إعطاء الولد بلا أب علي سهل ﴿ولنجعله آية لّلْنَّاسِ﴾ تعليل معلله محذوف أي ولنجعله آية للناس فعلنا ذلك أو هو معطوف على تعليل مضمر أي لنبين به قدرتنا ولنجعله آية للناس أي عبرة وبرهاناً على قدرتنا ﴿وَرَحْمَةً مّنَّا﴾ لمن أمن به ﴿وَكَانَ﴾ خلق عيسى ﴿أَمْراً مَّقْضِيّاً﴾ مقدراً مسطوراً في اللوح


الصفحة التالية
Icon