فقال الله عز وجل أنا ربك فعرف انه كلام الله عز وجل بأنه سمعه من جميع جهاته الست وسمعه بجميع أعضائه ﴿فاخلع نَعْلَيْكَ﴾ انزعهما لتصيب قدميك بركة الوادي المقدس أو لأنها كانت من جلد حمار ميت غير مدبوغ أو لأن الحفوة تواضع لله ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين والقرآن يدل على أن ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها فجعلهما والقاهما من وراء الوداي ﴿إِنَّكَ بالواد المقدس﴾ المطهر أو المبارك ﴿طُوًى﴾ حيث كان منوّن شامي وكوفي لأنه اسم علم للوادي وهو بدل منه وغيرهم بغير تنوين بتأويل البقعة وقرأ أبو زيد بكسر الطاء بلا تنوين
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣)
﴿وَأَنَا اخترتك﴾ اصطفيتك للنبوة وإنا اخترناك حمزة ﴿فاستمع لِمَا يُوحَى﴾ إليك للذي يوحى أو للوحي واللام يتعلق باستمع أبو باخترتك
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤)
﴿إِنَّنِى أَنَا الله لا إله إِلا أَنَاْ فاعبدني﴾
وحدني وأطعني ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأدكار أو لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها أو لأن أذكرك بالمدح والثناء أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري أو لتكون لي ذاكراً غير ناس أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة لقوله إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وقد حمل على ذكر الصلاة بعد نسيانها وذا يصح بتقدير حذف المضاف أي لذكر صلاتي وهذا دليل على أنه لا فريضة بعد التوحيد أعظم منها
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥)
﴿إن الساعة آتية﴾ لا محالة ﴿أَكَادُ﴾ أريد عن الأخفش وقيل صلة ﴿أُخْفِيهَا﴾ قيل هو من الأضداد أي أظهرها أو أسترها عن العباد فلا أقول هي آتية لإرادتي إخفاءها ولولا ما في الأخبار بإتيانها مع تعمية وقتها من الحكمة وهو أنهم إذا لم يعلموا متى تقوم كانوا على وجل منها