قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (١٩)
﴿قال ألقها يا موسى﴾ اطرح عصاك لتفزع مما تتكئ عليه فلا تسكن إلا بنا وترى فيها كنه ما فيها من المآرب فتعتمد علينا في المطالب
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (٢٠)
﴿فألقاها﴾ فطرحها
طه (٢٧ - ٢٠)
﴿فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تسعى﴾ تمشي سريعاً قيل انقلبت ثعباناً يبتلع الصخر والشجر فلما رآها تبتلع كل شيء خاف وإنما وصف بالحية هنا وبالثعبان وهو العظيم من الحيات وبالجان وهو الدقيق في غيرها لأن الحية اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير وجاز أن تنقلب حية صفراء دقيقة ثم يتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً فأريد بالجان أول حالها وبالثعبان مآلها أو لأنها كانت في عظم الثعبان وسرعة الجان وقيل كان بين لحييها أربعون ذراعاً ولما
قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (٢١)
﴿قَالَ﴾ له ربه ﴿خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ﴾ بلغ من ذهاب خوفه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحييها ﴿سَنُعِيدُهَا﴾ سنردها ﴿سِيَرتَهَا الأولى﴾ تأنيث الأول والسيرة الحالة التي يكون عليها الإنسان غريزية كانت أو مكتسبة وهي في الأصل فعلة من السير كالركبة من الركوب ثم استعملت بمعنى الحالة والطريقة وانتصبت على الظرف أي سنعيدها في طريقتها الأولى أي في حال ما كانت عصا والمعنى نردها عصاً كما كانت وأرى ذلك موسى عند المخاطبة لئلا يفزع منها إذا انقلبت حية عند فرعون
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (٢٢)
ثم نبه على آية أخرى فقال ﴿واضمم يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ﴾ إلى جنبك تحت العضد وجناحا الإنسان جنباه والأصل المستعار منه جناحا الطائر سميا جناحين لأنه يجنحهما أي يميلهما عند الطيران والمعنى أدخلها تحت عضدك ﴿تَخْرُجْ بَيْضَاء﴾ لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر ﴿مِنْ غَيْرِ سُوء﴾ برص ﴿آيةً أُخرى﴾ لنبوتك بيضاء وآية حالان معاً ومن غير سوء صلة بيضاء كقولك ابيضت من غير سوء وجازان ينتصب آية بفعل محذوف يتعلق به لام