هل أدلكم على من يضمه إلى نفسه فيربيه وأرادت بذلك المرضعة الأم وتذكير الفعل للفظ مِنْ فقالوا نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها وذلك قوله ﴿فرجعناك﴾ فرددناك ﴿إلى أمك﴾ كما وعدناها بقولنا انا راده اليك ﴿كَى تَقَرَّ عَيْنُها﴾ بلقائك ﴿وَلاَ تَحْزَنْ﴾ على فراقك ﴿وَقَتَلْتَ نَفْساً﴾ قبطياً كافراً ﴿فنجيناك مِنَ الغم﴾ من القود قيل الغم القتل بلغة قريش وقيل اغتم بسبب القتل خوفاً من عقاب الله تعالى ومن اقتصاص فرعون فغفر الله له باستغفاره قَالَ رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نفسي فاغفر لي ونجاه من فرعون بأن ذهب به من مصر إلى مدين ﴿وفتناك فُتُوناً﴾ ابتليناك ابتلاء بإيقاعك في المحن وتخليصك منها والفتون مصدر كالعقود أو جمع فتنة أي فتناك ضروباً من الفتن والفتنة المحنة وكل ما يبتلي الله به عباده فتنة وَنَبْلُوكُم بالشر والخير فِتْنَةً ﴿فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِى أَهْلِ مَدْيَنَ﴾ هي بلدة شعيب عليه السلام على ثمان مراحل من مصر قال وهب لبث عند شعيب ثمانياً وعشرين سنة عشر منها مهر لصفوراء وأقام عنده ثمان عشرة سنة بعدها حتى ولد له أولاد ﴿ثم جئت على قدر يا موسى﴾ أي موعد ومقدار الرسالة وهو أربعون سنة
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)
﴿واصطنعتك لنفسي﴾ اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي للتتصرف على إرادتي ومحبتي قال الزجاج اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي كأني أقمت عليهم الحجة وخاطبتهم
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (٤٢)
﴿اذهب أنت وأخوك بآياتي﴾ بمعجزاتي ﴿وَلاَ تَنِيَا﴾ تفترا من الونى وهو الفتور والتقصير ﴿فِى ذِكْرِى﴾ أي اتخذا ذكري جناحاً تطيران به أو