والرجل واليد كل واحد منها مطابق للمنفعة المنوطة بها وقرأ نصير خَلَقَهُ صفة للمضاف أو للمضاف إليه أي أعطى كل شيء مخلوق عطاء ﴿ثم هدى﴾ عرف فكيف يرتمق بما أعطى للمعيشة في الدنيا والسعادة في العقبى
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (٥١)
﴿قَالَ فَمَا بَالُ القرون الأولى﴾ فما حال الأمم الخالية والرمم البالية سأله عن حال من تقدم من القرون وعن شقاء من شقي منهم وسعادة من سعد
قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (٥٢)
﴿قَالَ﴾ موسى مجيباً ﴿عِلْمُهَا عِندَ رَبّى﴾ مبتدأ وخبر ﴿في الكتاب﴾ أي اللوح خبر ثانٍ أي هذا سؤال عن الغيب وقد استأثر الله به لا يعلمه إلا هو وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به علام الغيوب وعلم أحوال الفروق مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ ﴿لاَّ يضل ربي﴾ أي لا يخطئ شيئا يقال صللت الشيء إذا أخطأته في مكانه فلم تهد له أي لا يخطئ في سعادة الناس وشقاوتهم ﴿وَلاَ يَنسَى﴾ ثوابهم وعقابهم وقيل لا ينسى ما علم فيذكره الكتاب ولكن ليعلم الملائكة أن معمول الخلق يوافق معلومه
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (٥٣)
﴿الذي﴾ مرفوع صفة لربي أو خبر مبتدأ محذوف أو منصوب على المدح ﴿جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْداً﴾ كوفي وغيرهم مهادا وهما لغتان لما يبسط ويفرش ﴿وَسَلَكَ﴾ أي جعل ﴿لكم فيها سبلا﴾ طرفا ﴿وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاء﴾ أي مطراً ﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ﴾ بالماء نقل الكلام من الغيبة إلى لفظ المتكلم المطاع للإفتنان وقيل ثم كلام موسى ثم أخبر الله تعالى عن نفسه بقوله فَأَخْرَجْنَا بِهِ وقيل هذا كلام موسى أي فأخرجنا نحن بالحراثة والغرس ﴿أزواجا﴾ أصنافاً ﴿مّن نبات﴾ هو مصدر سمي به النبات فاستوى فيه الواحد والجمع ﴿شتى﴾ صفة للأزواج أو للنبات جمع شتيت كمريض ومرضى أي إنها مختلفة النفع واللون والرائحة والشكل بعضها للناس وبعضها للبهائم ومن نعمة الله تعالى أن أرزاقنا تحصل بعمل الأنعام وقد جعل