ثم ﴿قَالُواْ امَنَّا بِرَبّ هارون وموسى﴾ وإنما قدم هرون هنا وأخر في الشعراء محافظة للفاصلة ولأن الواو لا توجب ترتيبا
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١)
﴿قال آمنتم﴾ بغير مد حفص وبهمزة ممدودة بصري وشامي وحجازي وبهمزتين غيرهم ﴿له قبل أن آذن لَكُمْ﴾ أي لموسى يقال آمن له وآمن به ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذى عَلَّمَكُمُ السحر﴾ لعظيمكم أو لمعلمكم تقول أهل مكة للمعلم أمرني كبيري ﴿فَلأُقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ﴾ القطع من خلاف أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى لأن كل واحد من العضوين يخالف الآخر بأن هذا يد وذاك رجل وهذا يمين وذاك شمال من لابتداء الغاية لان المقطع مبتدأ وناشئ من مخالفة العضو ومحل الجار والمجرور والنصب على الحال يعني لأقطعنها مختلفات لأنها إذا خالف بعضها بعضاً فقد اتصفت بالاختلاف شبه تمكن المصلوب في الجذع بتمكن المظروف في الظرف فلهذا قال ﴿وَلأُصَلّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ النخل﴾ وخص النخل لطول جذوعها ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عذابا﴾ انا على إيمانكم بي أو رب موسى على ترك الايمان به وقيل يريد بنفسه لعنه الله وموسى صلوات الله وسلامه عليه بدليل قوله آمنتم له واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله كقوله يُؤْمِنُ بالله ويؤمن للمؤمنين ﴿وأبقى﴾ ادوم
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٧٢)
﴿قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ﴾ لن نختارك ﴿على مَا جَاءنَا مِنَ البينات﴾ القاطعة الدالة على صدق موسى ﴿والذى فَطَرَنَا﴾ عطف على مَا جَاءنَا أي لن نختارك على الذي جاءنا ولا على الذي خلقنا أو قسم وجوابه لَن يؤثر مقدم على القسم ﴿فاقض مَا أَنتَ قَاضٍ﴾ فاصنع ما أنت صانع من القتل والطلب قال


الصفحة التالية
Icon