أي أصحابها ﴿لِلْحَىّ﴾ الذي لا يموت وكل حياة يتعقبها الموت فهي كأن لم تكن ﴿القيوم﴾ الدائم القائم عل كل نفس بما كسبت أو القائم بتدبير الخلق ﴿وَقَدْ خَابَ﴾ يئس من رحمة الله ﴿مَنْ حَمَلَ ظُلْماً﴾ من حمل إلى موقف القيامة شركاً لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ولا ظلم أشد من جعل
طه (١١٦ - ١١٢)
المخلوق شريك من خلقه
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (١١٢)
﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات﴾ الصالحات الطاعات ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ مصدق بما جاء به محمد عليه السلام وفيه دليل أنه يستحق اسم الإيمان بدون الأعمال الصالحة وأن الإيمان شرط قبولها ﴿فَلاَ يَخَافُ﴾ أي فهو لا يخاف فَلاَ يخف عن النهي مكي ﴿ظلما﴾ أن يزاد في سيآته ﴿وَلاَ هَضْماً﴾ ولا ينقص من حسناته وأصل الهضم النقص والكسر
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (١١٣)
﴿وكذلك﴾ عطف على كذلك نقص أي ومثل ذلك الا يزال ﴿أَنْزَلْنَاهُ قُرْانًا عَرَبِيّا﴾ بلسان العرب ﴿وَصَرَّفْنَا﴾ كررنا ﴿فِيهِ مِنَ الوعيد لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ يجتنبون الشرك ﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ﴾ الوعيد أو القرآن ﴿ذِكْراً﴾ عظة أو شرفاً بإيمانهم به وقيل أو بمعنى الواو
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (١١٤)
﴿فتعالى الله﴾ ارتفع عن فنون الظنون وأوهام الأفهام وتنزه عن مضاهاة الأنام ومشابهة الأجسام ﴿الملك﴾ الذي يحتاج إليه الملوك ﴿الحق﴾ المحق في الألوهية ولما ذكر القرآن وإنزاله قال استطراداً وإذا لقنك جبريل ما يوحى إليك من القرآن فتأن عليك ريثما يسمعك ويفهمك ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾ بقراءته ﴿مِن قَبْلِ إَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ من قبل أن يفرغ جبريل من الإبلاغ ﴿وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً﴾ بالقرآن ومعانيه وقيل ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم


الصفحة التالية
Icon