فما أخلقهم بأن يقال لهم لم فعلتم في كل شيء فعلوه وقيل هم يسألون يرجع إلى المسيح والملائكة أي هم مسئولون فكيف يكونون آلهة والألوهية تنافي الجنسية والمسئولية
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤)
﴿أم اتخذوا من دونه آلهة﴾ الإعادة لزيادة الإفادة فالأول للإنكار من حيث العقل والاثني من حيث النقل أي وصفتم الله تعالى بأن يكون له شريك فقيل لمحمد ﴿قُلْ هَاتُواْ برهانكم﴾ حجتكم على ذلك وذا عقلي وهو يأباه كما مر أو نقلي وهو الوحي وهو أيضاً يأباه فإنكم لا تجدون كتاباً من الكتب السماوية إلا وفيه توحيده وتنزيهه عن الانذار ﴿هذا﴾ أي القرآن ﴿ذِكْرُ مَن مَّعِىَ﴾ يعني أمته ﴿وَذِكْرُ مَن قَبْلِى﴾ يعني أمم الأنبياء من قبلي وهو وراد في توحيد الله ونفي الشركاء عنه معي حفص فلمالم يمتنعوا عن كفرهم أضرب عنهم فقال ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ الحق﴾ أي القرآن وهو نصب بيعلمون وقرئ الحق أي هو الحق ﴿فهم﴾ أجل ذلك ﴿مُّعْرِضُونَ﴾ عن النظر فيما يجب عليهم
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ﴾ إِلاَّ نُوحِى كوفي غير أبي بكر وحماد ﴿أَنَّهُ لا إله إِلاَّ أَنَاْ فاعبدون﴾ وحدوني فهذه الآية مقررة لما سبقها من آي التوحيد
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦)
﴿وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً سُبْحَانَهُ﴾ نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله فنزه ذاته عن ذلك ثم أخبر عنهم بأنهم عباد بقوله ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ﴾ أي بل هم عباد مكرمون مشرفون مقربون وليسوا بأولاد إذ العبودية تنافي الولادة