﴿بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طَالَ عَلَيْهِمُ العمر﴾ أي ما هم فيه من الحفظ والكلاءة إنما هو هو منا لا من مانع يمنعهم من اهلا كنا وما كلأناهم وآباءهم الماضين إلا تمتيعاً لهم بالحياة الدنيا وإمهالاً كما متعنا غيرهم من الكفار وأمهلناهم حتى طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وظنوا أنهم دائمون على ذلك وهو أمل كاذب ﴿أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى الأرض ننقصها من أطرافها﴾ أي ننقص أرض الكفر ونحذف أطرافها بتسليط المسلمين عليها واظهارهم على أهلاه وردها دار إسلام وذكر نَأْتِى يشير بأن الله يجر به على أيدي المسلمين وأن عساكرهم كانت تغزوة أرض المشركين وتأتيها غالبة عليها ناقصة من أطرافها ﴿أَفَهُمُ الغالبون﴾ أفكفار مكة يغلبون بعد أن نقصنا من أطراف أرضهم أي ليس كذلك بل يغلبهم رسول الله ﷺ وأصحابه بنصرنا
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (٤٥)
﴿قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بالوحى﴾ أخوفكم من العذاب بالقرآن ﴿وَلاَ يَسْمَعُ الصم الدعاء﴾ بفتح الياء والميم ورفع الصم ولا تسمع الصم شامي على خطاب النبي ﷺ ﴿إِذَا مَا يُنذَرُونَ﴾ يخوفون واللام في الصم للعهد وهو إشارة إلى هؤلاء المنذرين والأصل ولا يسمعون اذا ما ينرون فوضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على تصامهم وسدهم أسماعهم إذا ما أنذروا
وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٤٦)
﴿وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ﴾ دفعة يسيرة ﴿مّنْ عَذَابِ ربك﴾ صفة لنفحة ﴿ليقولن يا ويلنا إِنَّا كُنَّا ظالمين﴾ أي ولئن مسهم من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء لذلوا ودعوا بالويل على انفسه موأقروا أنهم ظلموا أنفسهم حيث تصاموا وأعرضوا وقد بولغ حيث ذكر المس النفحة لأن النفح يدل على قلة يقال نفحه بعطية رضخه بها مع أن بناءها للمرة وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات لأن النفح في معنى القلة يقال نفحه بعطية رضخه بها مع أن بناءها للمرة وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات لأن المنفح في معنى القلة والنزراة يقال نفحته الدابة وهو رمح لين ونفحه بعطية رضخه وابناء للمر ة


الصفحة التالية
Icon