والسلام العجماء جبار وقال مجاهد كان هذا صلحاً وما فعله داود كان حكماً والصلح خير ﴿وَكُلاًّ﴾ من داود وسليمان ﴿آتيناه حكما﴾ نبوة
الأنبياء (٨٤ - ٧٩)
﴿وَعِلْماً﴾ معرفة بموجب الحكم ﴿وَسَخَّرْنَا﴾ وذللنا ﴿مَّعَ داود الجبال يُسَبّحْنَ﴾ وهو حال بمعنى مسبحات أو استئناف كأن قائلاً قال كيف سخرهن فقال يسبحن ﴿والطير﴾ معطوف على الجبال أو مفعول معه وقدمت الجبال على الطير لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب وأغرب وأدخل في الإعجاز لأنها جماد روى أنه ان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه وقيل كانت تسير معه حيث سار ﴿وَكُنَّا فاعلين﴾ بالأنبياء مثل ذلك وإن كان عجباً عندكم
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (٨٠)
﴿وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ﴾ أي عمل اللبوس والدروع واللبوس اللباس والمراد الدرع ﴿لِتُحْصِنَكُمْ﴾ شامي وحفص أي الصنعة وبالنون أبو بكر وحماد أي الله عز وجل وبالياء غيرهم أي اللبوس أو الله عز وجل ﴿مّن بَأْسِكُمْ﴾ من حرب عدوكم ﴿فَهَلْ أَنتُمْ شاكرون﴾ استفهام بمعنى الأمر أي فاشكروا الله على ذلك
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (٨١)
﴿ولسليمان الريح﴾ أي وسخرنا له الريح ﴿عَاصِفَةً﴾ حال أي شديدة الهبوب ووصفت في موضع آخر بالرخاء لأنها تجري باحتياره فكانت في وقت رخاء وفي وقت عاصة لهبوبها على حكم إرادته ﴿تَجْرِى بِأَمْرِهِ﴾ بأمر سليمان ﴿إِلَى الأرض التى بَارَكْنَا فِيهَا﴾ بكثرة الأنهار والأشجار والثمار والمراد الشام وكان منزله بها وتحمله الريح من نواحي الأرض إليها ﴿وَكُنَّا بِكُلّ شَىْء عالمين﴾ وقد أحاط علمنا بكل شيء فتجري الأشياء كلهاعلى ما يقتضيه علمنا