وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (٨٢)
﴿وَمِنَ الشياطين﴾ أي وسخرنا منهم ﴿مَن يَغُوصُونَ لَهُ﴾ في البحار بأمره لاستخراج الدر وما يكون فيها ﴿وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلك﴾ أي دون الغوص وهو بناء المحاريب والتماثيل والقصور والقدور والجفان ﴿وكنا لهم حافظين﴾ أي يزبغوا عن أمره أو يبدلوا أو يوجد منهم عناد فيما هم مسخرون فيه
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣)
﴿وَأَيُّوبَ﴾ أي واذكر أيوب ﴿إِذْ نادى رَبَّهُ أَنّى﴾ أي دعا بأني ﴿مَسَّنِىَ الضر﴾ الضر بالفتح الضرر في كل شيء وبالضم الضرر في النفس من مرض أو هزال ﴿وَأَنتَ أرحم الراحمين﴾ ألطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة ن وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب فكأنه قال أنت أهل أن ترحم وأيوب أهل أن يرحم فارحمه واكشف عنه الضيم الذي مسه عن أنس رضي الله عنه أخبر عن ضعفه حين لم يقدر على النهوض إلى الصلاة ولم يشتك وكيف يشكون من قيل له إِنَّا وجدناه صَابِراً نّعْمَ العبد وقيل إنما شكا إليه تلذذا بالنجوة لا نمه تضرراً بالشكوى والشكاية إليه غاية القرب كما أن الشكاية منه غاية البعد
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (٨٤)
﴿فاستجبنا لَهُ﴾ أجبنا دعاءه ﴿فَكَشَفْنَا مَا بِهِ من ضر﴾ فكشفنا ضره نعاما عليه ﴿وآتيناه أهله ومثلهم معهم﴾
روي أن أيوب عليه السلام كان رومياً من ولد اسحق بن إبراهيم عليه السلام وله سبعة بنين وسبع بنات وثلاثة آلاف بعير وسبعة الاف شاة وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد ونخيل فابتلاه الله تعالى بذهاب ولده وماله وبمرض في بدنه ثماني عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة أو ثلاث سنين