فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (٩٤)
﴿فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات﴾ شيئاً ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ بما يجب الإيمان به ﴿فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ﴾ أي فإن سعيه مشكور مقبول والكفران مثل في حرمان الثواب كما أن الشكر مثل في إعطائه وقد نفى نفي الجنس ليكون أبلغ ﴿وَإِنَّا لَهُ﴾ للسعي أي الحفظة بأمرنا ﴿كاتبون﴾ في صحيفة عمله فنثيبه به
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (٩٥)
﴿وَحَرَامٌ﴾ وحرم كوفي غير حفص وخلف وهما لغتان كحل وحلال وزنا وضده ومعنى المراد بالحرام الممتنع وجوده ﴿على قَرْيَةٍ أهلكناها أَنَّهُمْ لا يرجعون﴾ والمعنى ممتنع على أو حكمنا بإهلاكهم ذلك وهو المذكور في الآية المتقدمة من العمل الصالح والسعي المذكور غير المكفور أنهم لا يرجعون من الكفر إلى الاسلام
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)
﴿حتى﴾ هي التي يحكى بعدها الكلام والكلام المحكي الجملة من الشرط والجزاء أعني ﴿إِذَا﴾ وما في حيزها ﴿فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ﴾ أي فتح سدهما فحذف المضاف كما حذف المضاف إلى قرية فتّحت شامي وهما قبيلتان من جنس الإنس يقال الناس عشرة أجزاء تسعة منها يأجوج ومأجوج ﴿وَهُمْ﴾ راجع إلى الناس المسوقين إلى المحشر وقيل هم يأجوج ومأجوج يخرجون حين يفتح السد ﴿مّن كُلّ حَدَبٍ﴾ نشز من الأرض أي ارتفاع ﴿يَنسِلُونَ﴾ يسرعون
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧)
﴿واقترب الوعد الحق﴾ أي القيامة وجواب إذا ﴿فَإِذَا هِىَ﴾ وهي إذا المفاجأة وهي تقع في المجازاة سادة مسد الفاء كقوله إِذَا هم يقنطون فإذا جاءت الفاء معها تعاونتاً على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ولو قيل فهي شاخصة أو إذا هي شاخصة كان سديداً


الصفحة التالية
Icon