لها واحد ﴿وَمِنكُمْ مَّن يتوفى﴾ عند بلوغ الأشد أو قبله أبو بعده ﴿وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر﴾ أخسه يعني الهرم والخرف ﴿لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً﴾ أي لكيلا يعلم شيئاً من بعد ما كان يعلمه أو لكيلا يستفيد علماً وينسى ما كان عالماً به ثم ذكر دليلاً آخر على البعث فقال ﴿وَتَرَى الأرض هَامِدَةً﴾ ميتة يابسة ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء اهتزت﴾ تحركت بالنبات ﴿وَرَبَتْ﴾ وانتفخت وربأت حيث كان يزيد ارتفعت ﴿وَأَنبَتَتْ مِن كل زوج﴾ صنف ﴿بهيج﴾ حسن سار للناظرين إليه
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)
﴿ذلك﴾ مبتدأ خبره ﴿بِأَنَّ الله هُوَ الحق﴾ أي ذلك الذي ذكرنا من خلق بني آدم وإحياء الأرض مع ما في تضاعيف ذلك من أصناف الحكم حاصل بهذا وهو أن الله هو الحق أي الثابت الوجود ﴿وأنه يحيي الموتى﴾ كما أحيا الأرض ﴿وَأَنَّهُ على كُلّ شيء قدير﴾ قادر
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧)
﴿وأن الساعة آتية لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ الله يَبْعَثُ مَن فِى القبور﴾ أي أنه حكيم لا يخلف الميعاد وقد وعد الساعة
الحج (١٢ - ٨)
والبعث فلا بد أن يفي بما وعد
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٨)
﴿وَمِنَ الناس مَن يجادل فِى الله﴾ في صفاته فيصفه ما هو له نزلت في أبي جهل ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ ضروري ﴿وَلاَ هُدًى﴾ أي استدلال لأنه يهدي إلى المعرفة ﴿وَلاَ كتاب مُّنِيرٍ﴾ أي وحي والعلم للإنسان من أحد هذه الوجوه الثلاثة
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (٩)
﴿ثاني عطفه﴾ حال أي لا وياعنقه عن طاعة الله اكبرا وخيلاء