الناس} أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة وعبادة أو هو مرفوع على الابتداء ومن الناس صفة له والخبر محذوف وهن مثاب ويدل عليه قوله ﴿وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب﴾ أي وكثير منهم حق عليه العذاب بكفره وإبائه السجود ﴿وَمَن يُهِنِ الله﴾ بالشقاوة ﴿فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾ بالسعادة ﴿إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾ من الإكرام والإهانة وغير ذلك وظاهر هذه الآية والتي قبلها ينقض على المعتزلة قولهم لأنهم يقولون شاء أشياء ولم يفعل وهو يقول ما يشاء
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩)
﴿هذان خَصْمَانِ﴾ أي فريقان مختصمان فالخصم صفة وصف بها الفريق وقوله ﴿اختصموا﴾ للمعنى وهذان للفظ والمراد المؤمنون والكافرون وقال ابن عباس رضي الله عنهما رجع إلى أهل الأديان المذكورة فالمؤمنون وسائر الخمسة خصم ﴿فِى رَبّهِمْ﴾ في دينه وصفاته ثم بين جزاء كل خصم بقوله ﴿فالذين كَفَرُواْ﴾ وهو فصل الخصومة المعنى بقوله إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ﴿قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ﴾ كأن الله يقدر لهم نيرانا على مقادير جثتهم تشتمل عليه كما نقطع الثياب الملبوسة واختير لفظ الماضي لأنه كائن لا محالة فهو كالثابت المتحقق ﴿يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسَهُمْ﴾ بكسر الهاء والميم بصري وبضمهما حمزة وعلى منه نقطة على جبال الدنيا لأذابتها
يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠)
﴿يُصْهَرُ﴾ يذاب ﴿بِهِ﴾ بالحميم ﴿مَا فِى بُطُونِهِمْ والجلود﴾ أي يذيب أمعاءهم وأحشاءهم كما يذيب جلودهم فيؤثر في الظاهر والباطن
وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)
﴿وَلَهُمْ مَّقَامِعُ﴾ سياط مختصة بهم ﴿مِنْ حَدِيدٍ﴾ يضربون بها