قنوعاً ﴿والمعتر﴾ الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل وقيل القانع الراضي بما عنده وبما يعطي من غير سؤال من قنعت قنعاً وقناعة والمعتر المتعرض للسؤال ﴿كذلك سخرناها لَكُمْ﴾ أي كما أمرناكم بنحرها لكم أو هو كقوله ذلك ومن يعظم ثم استأنف فقال سخرناها لكم أي ذللناها لكم مع قوتها وعظم أجرامها لتتمكنوا من نحرها ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ لكي تشكروا إنعام الله عليكم
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧)
﴿لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا ولكن يَنَالُهُ التقوى مِنكُمْ﴾ أي لن يتقبل الله اللحوم والدماء ولكن يتقبل التقوى أو لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها ولا الدماء المراقة بالنحر والمراد أصحاب اللحوم والدماء والمعنى لن يرضى المضحكون والمقربون ربهم إلا بمراعاة النية والإخلاص ورعاية شروط التقوى وقيل كان أهل الجاهلية إذا نحروا الإبل نضحوا الدماء حول البيت ولطخوه بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت ﴿كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ﴾ أي البدن ﴿لِتُكَبّرُواْ الله﴾ لتسموا الله عند الذبح أو لتعظموا الله ﴿على مَا هَدَاكُمْ﴾ على ما أرشدكم إلى ﴿وبشر المحسنين﴾ الممثلين أوامره بالثواب
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨)
﴿إن الله يدافع﴾ مكي وبصري وغيرهما يدافع أي يبالغ في الدفع عنهم ﴿عن الذين آمنوا﴾ أى يدفع غائلة المشرين عن المؤمنين ونحوه إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين آمنوا ثم علل ذلك بقوله ﴿إِنَّ الله لاَ يحب كل خوان﴾ فى أمانة الله ﴿كفورا﴾ لنعمة الله أى