الفريقين بعده لأن الحديث مسوق إلى المشركين ويا أيها الناس نداءلهم وهم الذين قيل فيهم أفلم يسيروا ووصفوا بالاستعجال وإنما أفحم المؤمنون وثوابهم ليغاظوا أو تقديره نذير مبين وبشير فبشر أولا فقال
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠)
﴿فالذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ﴾ لذنوبهم ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ اى حسن ثم أنذار فقال
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (٥١)
﴿والذين سَعَوْاْ﴾ سعى في أمر فلان إذا أفسده بسعيه ﴿في آياتنا﴾ أي القرآن ﴿معاجزين﴾ حال معجزين حيث كان مكى وأبو عمر ووعاجزه سابقه كأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به فإذا سبقه قيل أعجزه وعجزه والمعنى سعوا في معناها بالفساد من الطعن فيها حيث سموها سحراً وشعراً وأساطير مسابقين في زعمهم وتقديرهم طامعين أن كيدهم للاسلام يتم لهم ﴿أولئك أصحاب الجحيم﴾ أي النار الموقدة
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ﴾ من لابتداء الغاية ﴿مِن رَّسُولٍ﴾ من زائدة لتأكيد النفي ﴿وَلاَ نَبِيّ﴾ هذا دليل بين على ثبوت التغاير بين الرسول والنبي بخلاف ما يقول البعض انهما واحد وسئل النبى ﷺ عن الأنبياء فقال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبي من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله وقيل الرسول واضع شرع والنبي حافظ شرع غيره ﴿إلا إذا تمنى﴾ قرأ قال
الحج (٥٤ - ٥٢)
... تمنى كتاب الله أول ليلة تمنى داود الزبور على رسل...
﴿أَلْقَى الشيطان فِى أُمْنِيَّتِهِ﴾ تلاوته قالوا انه عليه السلام كان