منزله وإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله ﴿الفردوس﴾ هو البستان الواسع الجامع لأصناف الثمر وقال قطرب هو أعلى الجنان ﴿هُمْ فِيهَا خالدون﴾ أنث الفردوس بتأويل الجنة
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢)
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان﴾ أي آدم ﴿مِن سلالة﴾ من للابتداء والسلالة الخاصة لأنها تسل من بين الكدر وقيل إنما سمى التراب الذي خلق آدم منه سلالة لأنه سل من كل تربة ﴿مِن طِينٍ﴾ من البيان كقوله من الاوثان
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣)
﴿ثُمَّ جعلناه﴾ أي نسله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لأن آدم عليه السلام لم يصر نطفة وهو كقوله وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سلالة من ماء مهين وقيل الإنسان بنو آدم والسلالة النطفة والعرب تسمى النطفة سلالة أي ولقد خلقنا الإنسان من سلالة يعني من نطفة مسلولة من طين أي من مخلوق من طين وهو آدم عليه السلام ﴿نُّطْفَةٍ﴾ ماء قليلاً ﴿فِى قَرَارٍ﴾ مستقر يعنى الرحم ﴿مكين﴾ حصين
المؤمنون (١٩ - ١٤)
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)
﴿ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة﴾ ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النطفة﴾ أي صيرناها بدلالة تعديه إلى مفعولين والخلق يتعدى إلى مفعول واحد ﴿عَلَقَةٍ﴾ قطعة دم والمعنى أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء ﴿فَخَلَقْنَا العلقة مُضْغَةً﴾ لحماً قدر ما يمضغ ﴿فَخَلَقْنَا المضغة عظاما﴾ فصيرناها عظاماً ﴿فَكَسَوْنَا العظام لَحْماً﴾ فأنبتنا عليها اللحم فصار لها كاللباس عظما العظم شامى وأبوبكر عظماً العظام زيد عن يعقوب عظاما العظم عن أبي زيد وضع الواحد موضع الجمع


الصفحة التالية
Icon