وقيل هي أول شجرة نبتت بعد الطوفان وخص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٢١)
﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِى الأنعام﴾ جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم ﴿لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ﴾ وبفتح النون شامي ونافع وأبو بكر وسقى وأسقى لغتان ﴿مّمَّا فِى بُطُونِهَا﴾ أي نخرج لكم من بطونها لبناً سائغاً ﴿وَلَكُمْ فيِهَا منافع كَثِيرَةٌ﴾ سوى الألبان وهي منافع الأصواف والأوبار والأشعار ﴿وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ أي لحومها
وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢)
﴿وَعَلَيْهَا﴾ وعلى الأنعام في البر ﴿وَعَلَى الفلك﴾ في البحر ﴿تُحْمَلُونَ﴾ في أسفاركم وهذا يشير إلى أن المراد بالأنعام الإبل لأنها هي المحمول عليها في العادة فلذا قرنها بالفلك التي هي السفائن لأنها سفائن البر قال ذو الرمة
سفينة بر تحت خدي زمامها
يريد ناقته
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣)
﴿ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يَا قََوْم اعبدوا الله﴾ وحدوه ﴿مَا لَكُم من إله﴾ معبود ﴿غيره﴾ بالرافع على المحل وبالجر على اللفظ والجملة استئناف تجري مجرى التعليل للأمر بالعبادة ﴿أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ أفلا تخافون عقوبة الله الذي هو ربكم وخالقكم إذا عبدتم غيره مما ليس من استحقاق
المؤمنون (٢٧ - ٢٤)
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤)
﴿فقال الملأ الذين كفروا من قومه﴾
العبادة فى شئ ﴿فقال الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ﴾ أي أشرافهم لعوامهم ﴿مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ﴾ يأكل ويشرب ﴿يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ أي يطلب الفضل عليكم


الصفحة التالية
Icon