في السفينة ﴿مِن كُلّ زَوْجَيْنِ﴾ من كلّ أمة زوجين وهما أمة الذكر وأمة الأنثى كالجمال والنوق والحصن والرماك ﴿اثنين﴾ واحدين مزدوجين كالجمل والناقة والحصان والرمكة وروى أنه لم يحمل إلا ما يلد ويبيض من كل حفص والمفضل أي من كل أمة زوجين اثنين واثنين تأكيد وزيادة بيان ﴿وَأَهْلَكَ﴾ ونساءك وأولادك ﴿إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول﴾ من الله بإهلاكه وهو ابنه واحدى زوجتيه فجئ بعلى مع سبق الضار كما جئ باللام مع سبق النافع في قوله وَلَقَدْ
المؤمنون (٣٣ - ٢٧)
﴿مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الذين ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مغرقون﴾ سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ونحوها لها ما كسبت وعليها ما اكبسبت ﴿مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى الذين ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مغرقون﴾ ولا تسألنى تجاه الذين كفروا فإني أغرقهم
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨)
﴿فَإِذَا استويت أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الفلك﴾ فإذا تمكنتم عليها راكبين ﴿فَقُلِ الحمد للَّهِ الذى نَجَّانَا مِنَ القوم الظالمين﴾ أمر بالحمد على هلاكهم والنجاة منهم ولم يقل فقولوا وإن كان فإذا استويت أنت ومن معك في معنى إذا استويتم لأنه نبيهم وإمامهم فكان قوله قولهم مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوة
وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٢٩)
﴿وَقُلْ﴾ حين ركبت على السفينة أو حين خرجت منها ﴿رَّبّ أَنزِلْنِى مُنزَلاً﴾ أي إنزالاً أو موضع انزلت منزلاً أبو بكر أي مكاناً ﴿مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ المنزلين﴾ والبركة في السفينة النجاة فيها وبعد الخروج منها كثرة النسل وتتابع الخيرات


الصفحة التالية
Icon