إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠)
﴿إن في ذلك﴾ فيما فعل بنوح وقومه ﴿لآيات﴾ لعبروا مواعظ ﴿وَإِنْ﴾ هي المخففة من المثقلة واللام هي الفارقة بين النافية وبينها والمعنى وإن الشأن والقصة ﴿كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد أو مختبرين بهذه الآيات عادنا لننظر من يعتبر ويذكر كقوله تعالى وَلَقَدْ تركناها آية فهل من مذكر
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (٣١)
﴿ثُمَّ أَنشَأْنَا﴾ خلقنا ﴿مّن بَعْدِهِمْ﴾ من بعد قوم نوح ﴿قرنا آخرين﴾ هم عاد وقوم هود ويشهد له قول هود واذكروا إِذْ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ومجئ قصة هود على أثر قصة نوح في الاعراف وهود والشعراء
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣٢)
﴿فأرسلنا فيهم﴾ الارسال يعدى بالى ولم يعد بفى هنا وفي قوله كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِى أُمَّةٍ وما أرسلنا فى قرية ولكن الأمة والقرية جعلت موضعا للارسال كقوله رؤبة
أرسلت فيها مصعباً ذا إقحام
﴿رَسُولاً﴾ هو هود ﴿مِنْهُمْ﴾ من قومهم ﴿أَنِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون﴾ أن مفسرة لأرسلنا أي قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (٣٣)
﴿وَقَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ﴾ ذكر مقالة قوم هود في جوابه في الأعراف وهود بغير واو لأنه على تقدير سؤال سائل قال فما قومه فقيل له قالوا كيت وكيت وههنا مع الواو لأنه عطف لما قالوه على ما قاله الرسول ومعناه أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل وليس بجواب للنبى ﷺ متصل بكلامه ولم يكن بالفاء وجئ بالفاء في قصة نوح لأنه جواب لقوله واقع عقيبه ﴿الذين كفروا﴾ صفة للملأ أولقومه ﴿وَكَذَّبُواْ بِلِقَاء الآخرة﴾