أي متتابعين واحداً بعد واحد وتاؤها فيهما بدل من الواو والاصل وترى من الوتر وهو الفرد فقلبت الواو تاء كتراث ﴿كل ما جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ﴾ الرسول يلابس المرسل والمرسل إليه والإضافة تكون بالملابسة فتصح إضافته إليهما ﴿فَأَتْبَعْنَا﴾ الأمم والقرون ﴿بَعْضُهُم بَعْضاً﴾ في الهلاك ﴿وجعلناهم أَحَادِيثَ﴾ أخباراً يسمع بها ويتعجب منها والأحاديث تكون اسم جمع للحديث ومنه أحاديث النبى عليه الصلاة والسلام وتكون جمعا للأحدوثة وهو ما يتحدث به الناس تليها وتعجباً وهو المراد هنا ﴿فَبُعْداً لّقَوْمٍ لاَّ يؤمنون﴾
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٤٥)
﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا موسى وَأَخَاهُ هارون﴾ بدل من أخاه ﴿بأياتنا﴾ التسع ﴿وسلطان مُّبِينٍ﴾ وحجة ظاهرة
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (٤٦)
﴿إلى فرعون وملئه فاستكبروا﴾ امتنعوا عن قبول الإيمان ترفعاً وتكبراً ﴿وَكَانُواْ قَوْماً عالين﴾ متكبرين مترفعين
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (٤٧)
﴿فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا﴾ البشر يكون واحد جميعا ومثل وغير يوصف بهما الاثنان والجمع والمذكر والمؤنث ﴿وَقَوْمُهُمَا﴾ أي بنو إسرائيل ﴿لَنَا عابدون﴾ خاضعون مطيعون وكل من دان الملك فهو عابد له عند العرب
فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨)
﴿فكذبوهما فكانوا من المهلكين﴾ بالغرق
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩)
﴿ولقد آتينا موسى﴾ أى
المؤمنون (٥٤ - ٤٩)
قوم موسى ﴿الكتاب﴾ التوراة ﴿لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ يعملون بشرائعها ومواعظها
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠)
﴿وجعلنا ابن مريم وأمه آية﴾ تدل على قدرتنا على ما نشاء لأنه خلق من غير نطفة وحدلان الأعجوبة فيهما واحدة أو المراد وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها ﴿وآويناهما﴾ جعلنا


الصفحة التالية
Icon