مأواهما أي منزلهما ﴿إلى رَبْوَةٍ﴾ شامي وعاصم ربوة غيرهما أى أرض مستوية منبسطة أو ذات ثمار وماء يعني أنه لأجل الثمار يستقر فيها ساكنوها ﴿ومعين﴾ ماء ظاهر جار على وجه الأرض أوانه مفعول أي مدرك بالعين بظهوره من عانه إذا أدركه بعينه أو فعيل أنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)
﴿يا أيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات﴾ هذا النداء والخطاب ليسا على ظاهرهما لأنهم أرسلوا متفرقين في أزمنة مختلفة وإنما المعنى الإعلام بأن كل رسول في زمانه نودي بذلك ووصى به ليعتقد السامع أن أمراً نودي له جميع الرسل ووصوابه حقيق أن يؤخذ به ويعمل عليه أو هو خطاب لمحمد عليه الصلاة والسلام لفضله وقيامه مقام الكل في زمانه وكان يأكل من الغنائم أو لعيسى عليه السلام لاتصال الآية بذكره وكان يأكل من غزل أمه وهو أطيب الطيبات والمراد بالطيبات ما حل والأمر للتكليف أو ما يستطاب ويستلذ والأمر للترفيه والإباحة ﴿واعملوا صالحا﴾ موافقاً للشريعة ﴿إِنّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ فأجازيكم على أعمالكم
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢)
﴿وَإِنَّ هذه﴾ كوفي على الاستئناف وأن حجازي وبصرى بمعنى ولان اى فاتقون ى ن هذه أو معطوف على ما قبله أي بما تعملون عليهم وبأن هذه أو تقديره واعلموا أن هذه ﴿أُمَّتُكُمْ﴾ أي ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ ملة واحدة وهي شريعة الاسلام وانتصاب أمة على الحال والمعنى وإن الدين دين واحد وهو الاسلام ومثله إِنَّ الدّينَ عند الله الإسلام ﴿وَأَنَاْ رَبُّكُمْ﴾ وحدي ﴿فاتقون﴾ فخافوا عقابي في مخالفتكم أمرى
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)
﴿فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ﴾ تقطع بمعنى قطع أي قطعوا أمر دينهم


الصفحة التالية
Icon