﴿زُبُراً﴾ جمع زبور أي كتباً مختلفة يعني جعلوا دينهم أدياناً وقيل تفرقوا في دينهم فرقاً كلٍ فرقة تنتحل كتاباً وعن الحسن قطعوا كتاب الله قطعاً وحرفوه وقرئ زَبرا جمع زبرة أي قطعاً ﴿كُلُّ حِزْبٍ﴾ كل فرقة من فرق هؤلاء المختلفين المتقطعين دينهم ﴿بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ من الكتاب والدين أو من الهوى والرأي ﴿فَرِحُونَ﴾ مسرورون معتقدون أنهم على الحق
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤)
﴿فذرهم في غمرتهم﴾
المؤمنون (٦٣ - ٥٤)
جهالتهم وغفلتهم ﴿حتى حِينٍ﴾ أي إلى أن يقتلوا أو يموتوا
أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (٥٥)
﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ﴾ ما بمعنى الذي وخبر أن
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٦)
﴿نسارع لهم في الخيرات﴾ والعائد من خبران إلى اسمها محذوف أي نسارع لهم به والمعنى أن هذا الإمداد ليس إلا استدراجاً لهم إلى المعاصي وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات ومعالجة بالثواب جزاء على حسن صنيعهم وهذه الآية حجة على المعتزلة في مسألة الأصلح لأنهم يقولون إن الله لا فعل بأحد من الخلق إلا ما هو أصلح له في الدين وقد أخبر أن ذلك ليس بخير لهم في الدين ولا أصلح ﴿بَل لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ بل استدراك لقوله أيحسبون أى أنهم أشباه البهائم لاشعور لهم حتى يتأملوا في ذلك أنه استدراج أو مسارعة في الخير
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧)
ثم بين ذكر أوليائه فقال ﴿إِنَّ الذين هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ﴾ أي خائفون
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨)
﴿والذين هم بآيات رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ أي بكتب الله كلها لا يفرقون بين كتبه كالذين تقطعوا أمرهم بينهم وهم أهل الكتاب
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (٥٩)
﴿والذين هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ﴾ كمشركي العرب


الصفحة التالية
Icon