غلب علينا ما كتب علينا من الشقاوة لا يصح لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ولا يكتب غير الذي علم أنه يختاره فلا يكون مغلوباً ومضطرا فى في الفعل وهذا لأنهم إنما يقولون ذلك القول اعتذاراً لما كان منهم من التفريط في أمره فلا يجمل أن يطلبوا لأنفسهم عذراً فيما كان منهم ﴿وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ﴾ عن الحق والصواب
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)
﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا﴾ أي من النار ﴿فَإِنْ عُدْنَا﴾ إلى الكفر والتكذيب ﴿فَإِنَّا ظالمون﴾ لأنفسنا
قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (١٠٨)
﴿قال اخسؤوا فِيهَا﴾ اسكتوا سكوت ذلة وهوان ﴿وَلاَ تُكَلّمُونِ﴾
المؤمنون (١١٥ - ١٠٨)
في رفع العذاب عنكم فإنه لا يرفع ولا يخفف قيل هو آخر كلام يتكلمون به ثم ولا كلام بعد ذلك إلاالشهيق والزفير أن يحضروني ارجعوني ولا تكلموني بالياء في الوصل والوقف يعقوب وغيره بلا ياء
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩)
﴿إِنَّهُ﴾ إن الأمر والشأن! ‍ كَانَ فَرِيقٌ مّنْ عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين}
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠)
﴿فاتخذتموهم سِخْرِيّاً﴾ مفعول ثان وبالضم مدني وحمزة وعلي وكلاهما مصدر سخر كالسخر إلا أن في ياء النسبة مبالغة قيل هم الصحابة رضى الله عنهم وقيل أهل الصفة خاصة ومعناه اتخذتموهم هزؤا وتشاغلتم بهم ساخرين ﴿حتى أَنسَوْكُمْ﴾ بتشاغلكم بهم على تلك الصفة ﴿ذِكْرِى﴾ فتركتموه أي كان التشاغل بهم سبباً لنسيانكم ذكري ﴿وَكُنْتُمْ مّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ استهزاء بهم
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (١١١)
﴿إِنِى جَزَيْتُهُمُ اليوم بِمَا صَبَرُواْ﴾ بصبرهم ﴿أَنَّهُمْ﴾ أي لأنهم ﴿هُمُ الفائزون﴾ ويجوز أن يكون مفعولاً ثانياً أي جزيتهم اليوم فوزهم لأن جزى يتعدى إلى اثنين وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جنة إنهم حمزة


الصفحة التالية
Icon