لارتفاع الشكوك وحصول العلم الضرورى ولم يغلط الله تعالى فى القرآن فى شئ من المعاصى تغليظه فى افك عائشة رضى الله عنها فأوجز في ذلك وأشبع وفصل وأجمل وأكد وكرر وما ذلك إلا لأمر وعن ابن عباس رضى الله عنه من أذنب ذنباً ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض أمر عائشة وهذا منه تعظيم ومبالغة في أمر الافك ولقديرا الله تعالى أربعة برأ يوسف عليه السلام بشاهد من أهلها وموسى عليه السلام من قول اليهود فيه بالحجر الذى ذهب بثوبه ومريم رضى الله عنها بانطاق ولدها وعائشة رضى الله عنها بهذه الآي العظام في كتابه المعجز المتلو على وجه الدهر بهذه المبالغات فانظركم بينها وبين تبرئة أولئك وما ذلك إلا لا ظهار علو منزلة رسوله والتنبيه على إنافة محله ﷺ وعلى آله
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦)
﴿الخبيثات﴾ من القول تقال ﴿لِلْخَبِيثِينَ﴾ من الرجال والسناء ﴿والخبيثون﴾ منهم يتعرضون ﴿للخبيثات﴾ من القول وكذلك ﴿والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون﴾ إشارة إلى الطيبين وأنهم مبرءون مما يقول الخبيثون من خبيثات الكلم وهو كلام جار مجرى المثل لعائشة رضى الله عنها وما رميت به من قول لا يطابق حالها في النزاهة والطيب ويجوز أن يكون إشارة إلى هل البيت وأنهم مبرءون مما يقول أهل الإفك وأن يراد بالخبيثات والطيبات النساء الخبائث يتزوجن الخباث والخباث تتزوج الخبائث وكذا أهل الطيب ﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ﴾ مستأنف أو خبر بعد خبر ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ في الجنة ودخل ابن عباس رضى الله عنهما على عائشة رضى الله عنها في مرضها وهي خائفة من القدوم على الله تعالى فقال لا تخافي لأنك لا تقدمين إلا على مغفرة ورزق كريم وتلا الآية فغشي عليها فرحاً بما تلا وقالت عائشة رضى الله عنها لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر