يُؤْذَنَ لَكُمُ} حتى تجدوا من يأذن لكم أو فإن لم تجدوا فيها أحدا من أهلها ولكك فيها حاجة فلا تدخلوها إلا بإذن أهلها لأن التصرف في ملك الغير لا بد من أن يكون برضاه ﴿وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارجعوا﴾ أي إذا كان فيه قوم فقالوا ارجعوا ﴿فارجعوا﴾ ولا تلحوا في إطلاق الإذن ولا تلجوا في تسهيل الحجاب ولا تقفوا على الأبواب لأن هذا مما يجلب الكراهة فإذا نهى عن ذلك لأدائه إلى الكراهة وجب الانتهاء عن كل ما يؤدي إليها من قرع الباب بعنف والتصييح بصاحب الدار وغير ذلك وعن أبي عبيد ما قرعت باباً على عالم قط ﴿هُوَ أزكى لَكُمْ﴾ أي الرجوع أطيب وأطهر لما فيه من سلامة الصدور والبعد عن الريبة أو أنفع وأنمى خيراً ﴿والله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ وعيد للمخاطبين بأنه عالم بما يأتون وما يذرون مما خوطبوا به فموف جزاءه عليه
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٢٩)
﴿لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ﴾ في أن تدخلوا ﴿بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ﴾ استثنى من البيوت التي يجب الاستئذان على داخلها ما ليس بمسكون منها كالخانات والربط وحوانيت النجار ﴿فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ﴾ أي منفعة كالاستكنان من الجر والبرد إيواء الرحال والسلع والشراء والبيع وقيل الخربات يتبرز فيها والمتاع التبرز ﴿والله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ وعيد للذين يدخلون الخربات والدور الخالية من أهل الريبة
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠)
﴿قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أبصارهم﴾ من للتبعيض والمراد
النور (٣١ - ٣٠)
﴿ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون﴾
غض البصر عما يحرم والاقتصار به على ما يحل ﴿وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ﴾ عن الزنا ولم يدخل من هنا لأن الزنا لارخصة فيه بوجه ويجوز النظر إلى وجه الأجنبية وكفها وقدميها في رواية وإلى رأس المحارم والصدر والساقين والعضدين ﴿ذلك﴾ أي غض البصر وحفظ الفرج ﴿أزكى لَهُمْ﴾ أي أطهر من دنس الاثم ﴿إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ فيه ترغيب وترهيب يعني أنه خبير