بحاله وإنما هم ظالمون يريدون أن يظلموا من له الحق عليهم وذلك شئ لا يستطيعونه فى مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام قمن ثم يأبون المحاكمة إليه
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١)
﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين﴾ وعن الحسن قول بالرفع والنصب أفرى لأن أولى الاسمين بكونه إسما لكان أوعليهما في التعريف وأن يقولوا أوغل بخلاف قول المؤمنين ﴿إِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ﴾ النبى عليه الصلاة والسلام ليحكم أي ليفعل الحكم ﴿بَيْنَهُمْ﴾ بحكم الله الذي أنزل عليه ﴿أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا﴾ قوله ﴿وَأَطَعْنَا﴾ أمره ﴿وأولئك هُمُ المفلحون﴾ الفائزون
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢)
﴿وَمَن يُطِعِ الله﴾ في فرائضه ﴿وَرَسُولُهُ﴾ في سننه ﴿وَيَخْشَ الله﴾ على ما مضى من ذنوبه ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ فيما يستقبل ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفائزون﴾ وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية وهي جامعة لأسباب الفوز ويتقه بسكون الهاء أبو عمرو وأبو بكر بنية الوقف وبسكون القاف وبكسر الهاء مختلسة حفص وبكسر القاف والهاء غيرهم
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٥٣)
﴿وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم﴾ أي حلف المنافقون بالله جهد اليمين لأنهم بذلوا فيها مجهودهم وجهد يمينه مستعار من جهد نفسه إذا بلغ أقصى وسعها وذلك إذا بالغٍ في اليمين وبلغ غاية شدتها ووكادتها وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قال بالله فقد جهد يمينه وأصل أقسم جهد اليمين أقسم بجهد اليمين جهداً فجذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافاً إلى المفعول كقوله فضرب الرقاب وحكم هذا المنصوب حكم الحال كأنه قال جاهدين أيمانهم ﴿لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ﴾ أي لئن أمرنا محمد بالخروج إلى الغزو لغزونا أو بالخروج من ديارنا لخرجنا ﴿قُل لاَّ تُقْسِمُواْ﴾ لا تحلفوا كاذبين لأنه معصية ﴿طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ﴾ أمثل وأولى بكم من هذه الأيمان الكاذبة مبتدأ محذوف


الصفحة التالية
Icon