أضلوا الناس عن دين الله يضعّف مكي وشامي ﴿مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع﴾ أي استماع الحق ﴿وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ﴾ الحق
أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢١)
﴿أُوْلَئِكَ الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ حيث اشتروا عبادة الآلهة بعبادة الله ﴿وَضَلَّ عَنْهُم﴾ وبطل عنهم وضاع ما اشتروه وهو ﴿مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ من الآلهة وشفاعتها
لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢)
﴿لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى الأخرة هُمُ الأخسرون﴾ بالصد والصدود وفي لا جرم أقوال أحدها أن لا رد لكلام سابق أي ليس الأمر كما زعموا ومعنى جرم كسب وفاعله مضمر وانهم في الآخرة في محل النصب والتقدير كسب قولهم خسرانهم في الآخرة وثانيها أن لا جرم كلمتان ركبتا فصار معناهما حقا وأن في موضع رفع بأنه فاعل لحق أي حق خسرانهم وثالثها أن معناه لا محالة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٣)
﴿إن الذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَخْبَتُواْ إلى رَبّهِمْ﴾ واطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخشوع والتواضع من الخبث وهي الأرض المطمئنة ﴿أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فيها خالدون﴾
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٤)
﴿مَثَلُ الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع﴾ شبه فريق الكافرين بالأعمى
هود (٢٤ _ ٢٨)
والأصم وفريق المؤمنين بالبصير والسميع ﴿هَلْ يَسْتَوِيَانِ﴾ يعني الفريقين ﴿مَثَلاً﴾ تشبيها وهو نصب على التمييز ﴿أفلا تذكرون﴾ فتنفعون بضرب المثل
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥)
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ أي بأني والمعنى أرسلناه ملتبساً بهذا الكلام وهو قوله إني لكم نذير مبين