وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)
﴿وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ﴾ لا يأملون ﴿لِقَاءنَا﴾ بالخبر لأنهم كفرة لا يؤمنون بالبعث أو لا يخافون عقابنا إما لأن الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف أو لأن الرجاء في لغة تهامة الخوف ﴿لولا﴾ هلا ﴿أنزل علينا الملائكة﴾ رسلاً دون البشر أو شهوداً على نبوته ودعوى رسالته ﴿أَوْ نرى رَبَّنَا﴾ جهرة فيخبرنا برسالته واتباعه ﴿لَقَدِ استكبروا فِى أَنفُسِهِمْ﴾ أي أضمروا الاستكبار عن الحق وهو الكفر والعناد فى قلوبهم ﴿وعتوا﴾ وتجاوزوا الحد في الظلم ﴿عُتُوّاً كَبِيراً﴾ وصف العتو بالكبر فبالغ في إفراطه أي أنهم لم يجسروا على هذا القول العظيم إلا أنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو واللام في لقد جواب قسم محذوف
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (٢٢)
﴿يوم يرون الملائكة﴾ أى يوم الموت أو يوم البعث ويوم منصوب بمادل عليه ﴿لاَ بشرى﴾ أي يوم يرون الملائكة يمنعون البشرى وقوله ﴿يومئذ﴾ مؤكد ليوم يرون أو بإضمار اذكر أي اذكر يوم يرن الملائكة ثم أخبر فقال لا بشرى بالجنة يومئذ ولا ينتصب بيرون لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف ولا ببشرى لأنها مصدر والمصدر لا يعمل فيما قبله ولأن المنفي بلا لا يعمل فيما قبل لا ﴿لّلْمُجْرِمِينَ﴾ ظاهر في موضع ضمير أو عام يتناولهم بعمومه وهم الذين اجترموا الذنوب والمراد الكافرون لأن مطلق الأسماء يتناول أكمل المسميات ﴿وَيَقُولُونَ﴾ أي الملائكة ﴿حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ حراماً محرماً عليكم البشرى أي جعل الله ذلك حراما عليكم انما البشرى للمؤمنين والحجر مصدروالكسر والفتح لغتان وقرئ بهما وهو من حجره إذا منعه وهو من المصادر المنصوبة بأفعال متروك إظهارها