متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا...
فجزم تلمم لأنه بمعنى تأتنا إذ الإتيان هو الإلمام يضعّف مكي ويزيد ويعقوب يضعّف شامي يضاعف أبو بكر على الاستئناف أو على الحال ومعنى يضاعف ﴿له العذاب يوم القيامة﴾ أي يعذب على مرور الأيام في الآخرة عذاباً على عذاب وقيل إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذب على الشرك وعلى المعاصي جميعا فتضاعف العقوبة لمضاعفة العذاب المعاقب عليه ﴿ويخلد﴾ جزمه جازم يضاعف ورفعه رافعه لأنه معطوف عليه ﴿فيه﴾ في العذاب فيهي مكي وحفص بالإشباع وإنما خص حفص الإشباع بهذه الكلمة مبالغة في الوعيد والعرب تمد للمبالغة مع أن الأصل في هاء الكناية الإشباع ﴿مهاناً﴾ حال أي ذليلاً
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٠)
﴿إلاّ من تاب﴾ عن الشرك وهو استثناء من الجنس في موضع النصب ﴿وآمن﴾ بمحمد عليه الصلاة والسلام ﴿وعمل عملاً صالحاً﴾ بعد توبته ﴿فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسناتٍ﴾ أي يوفقهم للمحاسن بعد القبائح أو يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الإيمان والطاعة ولم يرد به أن السيئة بعينها حسنة ولكن المراد ما ذكرنا يبدل مخففا البرجمى ﴿وكان الله غفورا﴾ يكفر السيآت ﴿رّحيماً﴾ يبدلها بالحسنات
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (٧١)
﴿ومن تاب وعمل صالحاً فإنّه يتوب إلى الله متاباً﴾ أي ومن تاب وحقق التوبة بالعمل الصالح فإنه يتوب بذلك إلى الله تعالى متاباً مرضياً عنده مكفراً للخطايا محصلاً للثواب
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (٧٢)
﴿والذين لا يشهدون الزّور﴾ أي الكذب يعني ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا
الفرقان (٧٥ - ٧٢)
يقربونها تنزهاً عن مخالطة الشر وأهله


الصفحة التالية
Icon