بوحيه موعظة وتذكيراً إلا جددوا اعراضا عنه وكفروا به
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٦)
﴿فقد كذبوا﴾ محمدا ﷺ فيما أتاهم به ﴿فسيأتيهم﴾ فيسعلمون ﴿أنباء﴾ أخبار ﴿ما كانوا به يستهزؤون﴾ وهذا وعيد لهم وإنذار بأنهم سيعلمون إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة ما الشئ الذى كانوا يستهزءون به وهو القرآن وسيأتيهم أنباؤه وأحواله التي كانت خافية عليهم
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧)
﴿أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا﴾ كم نصب بانبتنا ﴿فيها من كلّ زوجٍ﴾ صنف من النبات ﴿كريمٍ﴾ محمود كثير المنفعة يأكل منه الناس والأنعام كالرجل الكريم الذي نفعه عام وفائدة الجمع بين كلمتي الكثرة والإحاطة أن كلمة كل تدل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل وكم تدل على أن هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة وبه نبه هلى كمال قدرته
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨)
﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مّؤمنين﴾ أي إن في إنبات تلك الأصناف لآية على أن منبتها قادر على إحياء الموتى وقد علم الله أن أكثرهم مطبوع على قلوبهم غير مرجى إيمانهم
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩)
﴿وإنّ ربّك لهو العزيز﴾ في انتقامه من الكفرة ﴿الرّحيم﴾ لمن آمن منهم ووحد آية مع الإخبار بكثرتها لأن ذلك مشار به إلى مصدر أنبتنا والمراد أن في كل واحدى من تلك الأزواج لآية أي آية
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)
﴿وإذ﴾ مفعول به أي اذكر إذ ﴿نادى﴾ دعا ربّك موسى أن ائت إن بمعنى أي ﴿القوم الظّالمين﴾ أنفسهم بالكفر وبني إسرائيل بالاستعباد وذبح الأولاد سجل عليهم بالظلم ثم عطف
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (١١)
﴿قوم فرعون﴾ عليهم عطف البيان كأن معنى القوم الظالمين وترجمته قوم فرعون وكأنهما عبارتان تعتقبان على مؤدى واحد ﴿ألا يتّقون﴾ أي ائتهم زاجراً فقد آن لهم أن يتقوا وهي كلمة حث وإغراء ويحتمل أنه حال من الضمير فى الظالمين أى يظلموا غير متقين الله وعقابه فأدخلت همزة الإنكار على الحال