مع المشركين حيث سألهم أولاً عما يعبدون سؤال مقرر لا مستفهم ثم أقبل على آلهتهم فأبطل أمرها بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تسمع وعلى تقليدهم آباءهم الأقدمين فأخرجه من أن يكون شبهة فضلاً عن أن يكون حجة ثم صور المسألة في نفسه دونهم حتى تخلّص منها إلى ذكر الله تعالى فعظم شأنه وعدد نعمته من حين إنشائه إلى وقت وفاته مع ما يرجّي في الآخرة من رحمته ثم أتبع ذلك أن دعا بدعوات المخلصين وابتهل اليه ابتهال الأدب ثم وصله بذكر يوم القيامة وثواب الله وعقابه وما يدفع إليه المشركون يومئذ من الندم والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال وتمني الكرة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠)
﴿وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ﴾ أي قربت عطف جملة على جملة أي تزلف من موقف السعداء فينظرون اليها
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١)
﴿وَبُرّزَتِ الجحيم﴾ أي أظهرت حتى يكاد يأخذهم لهبها ﴿لِلْغَاوِينَ﴾ للكافرين
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٩٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (٩٣)
﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ﴾ يوبخون على إشراكهم فيقال لهم أين آلهتكم هل ينفعونكم بنصرتهم لكم أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لأنهم وآلهتهم وقود النار
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤)
﴿فكبكبوا﴾ انكسوا وطرح بعضهم بعض ﴿فِيهَا﴾ في الجحيم ﴿هُمْ﴾ أي الآلهة ﴿والغاوون﴾ وعبدتهم الذين برزت لهم والكبكبة تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة إثر مرة حتى يستقر في قعرها نعوذ بالله منها
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (٩٥)
﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾ شياطينه أو متبعوه من عصاة الإنس والجن
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (٩٦)
﴿قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾ يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح