التقاول والتخاصم ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين
تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧)
﴿تالله إِن كُنَّا لَفِى ضلال مُّبِينٍ﴾
إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨)
﴿إِذْ نُسَوّيكُمْ﴾ نعدلكم أيها الأصنام ﴿بِرَبّ العالمين﴾ في العبادة
وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩)
﴿وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ المجرمون﴾ أي رؤساؤهم الذين أضلوهم أو إبليس وجنوده ومن سن الشرك
فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠)
﴿فَمَا لَنَا مِن شافعين﴾ كما للمؤمنين من الأنبياء والأولياء والملائكة
وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١)
﴿وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾ كما نرى لهم أصدقاء إذ لا يتصادق في الآخرة إلا المؤمنون وأما أهل النار فبينهم التعادي الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا المتقين أو فما لنا من شافعين
الشعراء (١١١ - ١٠٢)
ولا صديق حميم من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس والحميم من الاحتمام وهو الاهتمام الذي يهمه ما يهمك أو من الحامّة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص وجمع الشافع ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة وأما الصديق وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك فقليل وسئل حكيم عن الصديق فقال اسم لا معنى له وجاز أن يراد بالصديق الجمع
فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢)
﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ رجعة إلى الدنيا ﴿فَنَكُونَ مِنَ المؤمنين﴾ وجواب لو محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت أو لو في مثل هذا بمعنى التمني كأنه قيل فليت لنا كرة لما بين معنى لو وليت من التلاقى
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣)
﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ﴾ فيما ذكر من الأنباء ﴿لآيَةً﴾ أي لعبرة لمن اعتبر ﴿وَمَا كَانَ أكثرهم مؤمنين﴾ فيقال فريقاً منهم آمنوا
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤)
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز﴾ المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم