فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣)
﴿فَلاَ تدع مع الله إلها آخر فَتَكُونَ مِنَ المعذبين﴾ مورد النهي لغيره على التعريض والتحريك له على زيادة الاخلاص
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)
﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاقربين﴾ خصهم لنفي التهمة إذ الإنسان يساهل قرابته أو ليعلموا أنه لا يغني عنهم من الله شيئاً وأن النجاة في اتباعه دون قربة ولما نزلت صعد الصفا ونادى فالاقرب فالقرب وقال يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا عباس عم النبي يا صفية عمة رسول الله إني لا أملك لكم من الله شيئاً
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥)
﴿واخفض جَنَاحَكَ﴾ وألن جانبك وتواضع وأصله أن الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلاً في التواضع ولين الجانب ﴿لِمَنِ اتبعك مِنَ المؤمنين﴾ من عشيرتك وغيرهم
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦)
﴿فإن عصوك﴾ يعني أنذر قومك فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض جناحك لهم وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧)
﴿وتوكل على العزيز الرحيم﴾ على الذى يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم برحمته يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم والتوكل تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ويقدر على نفعه وضره وقالوا المتوكل من إذا دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله وقال الجنيدر رضى الله عنه التوكل أن تقبل بالكلية على ربك وتعرض بالكلية عما دونه فإن حاجتك إليه في الدارين فتوكل مدني وشامي عطف على فقل أو فلا تدع


الصفحة التالية
Icon