الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣)
﴿الذين يُقِيمُونَ الصلاة﴾ يديمون على فرائضها وسننها ﴿ويؤتون الزكاة﴾ يؤدون زكاة أموالهم ﴿وَهُم بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ﴾ من جملة صلة الموصول ويحتمل أن تتم الصلة عنده وهو استئناف كأنه قيل وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من إقامة الصلاة وإتياء الزكاة هم الموقنون بالآخرة ويدل عليه أنه عقد جملة اسمية وكرر فيها المبتدأ الذي هو هم حتى صار معناه وما يوقن بالآخرة حتى الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح لأن خوف العاقبة يحملهم على تحمل المشاق
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤)
﴿إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم﴾ يخلق الشهوة حتى رأوا ذلك حسناً كما قال افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ﴿فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾ يترددون في ضلالتهم كما يكون حال الضال عن الطريق
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥)
﴿أُوْلَئِكَ الذين لَهُمْ سُوء العذاب﴾ القتل والأسر يوم بدر بما كان منهم من سوء الأعمال ﴿وَهُمْ فِى الآخرة هُمُ الأخسرون﴾ أشد الناس خسراناً لأنهم لو آمنوا لكانوا من الشهداء على جميع الأمم
النمل (٩ - ٦)
فخسروا ذلك مع خسران النجاة وثواب الله
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)
﴿وإنك لتلقى القرآن﴾ لتؤتاه وتلقنه ﴿مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ من عند أيّ حكيم وأيّ عليم وهذا معنى تنكيرهما وهذه الآية بساط وتمهيد لما يريد أن يسوق بعدها من الأقاصيص وما في ذلك من لطائف حكمته ودقائق علمه
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧)
﴿إذ﴾ منصوب باذكر كأنه قال على أثر ذلك خذ من آثار حكمته وعلمه قصة موسى عليه السلام ﴿قَالَ موسى لاِهْلِهِ﴾ لزوجته ومن معه عند مسير ممن مدين إلى مصر ﴿امكثوا إني آنست﴾ أبصرت ﴿نارا سآتيكم مّنْهَا بِخَبَرٍ﴾ عن حال الطريق لأنه كان قد ضله ﴿أو آتيكم بشهابٍ﴾ بالتنوين كوفي أي شعلة مضيئة قَبَسٍ نار مقبوسة بدل أو صفة وغيرهم بشهاب قبس على