الهدهد التهدي إلى معرفة الله تعالى ووجوب السجود له وحرمة السجود للشمس إلهاما من الله له ألهمه وغيره من الطيور وسائر الحيوان المعارف اللطيفة التي لايكاد
النمل (٢٩ - ٢٥)
العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥)
﴿ألاّ يسجدوا﴾ بالتشديد أي فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا فحذف الجار مع أن وأدغمت النون في اللام ويجوز أن تكون لا مزيدة ويكون المعنى فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا وبالتخفيف يزيد وعلى تقديره ألا يا هؤلاء اسجدوا فألا للتنبيه ويا حرف نداء ومناداه محدوف فمن شدد لم يقف إلا على العرش العظيم ومن خفف وقف على فهم لا يهتدون ثم ابتدأ ألا يسجدوا أو وقف على إلا ياتم أبتداء اسجدوا وسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعاً بخلاف ما يقوله الزجاج إنه لا يجب السجود مع التشديد لأن مواضع السجدة إما أمر بها أو مدح أو ذم لتاركها وإحدى القراءتين أمر والآخرى ذم للتارك ﴿لله الذي يخرج الخبء﴾ سمى المخبوء بالمصدر ﴿في السّماوات والأرض﴾ قتادة خبء السماء المطر وخبء الأرض النبات ﴿ويعلم ما تخفون وما تعلنون﴾ وبالتاء فيهما على حفص
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦)
﴿الله لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم﴾ وصف الهدهد عرش الله العظيم تعظيم له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السموات والأرض ووصفه عرش بلقيس تعظيم له بالإضافة إلى عروش أبناء جنسها من الملوك إلى ههنا كلام الهدهد فلما فرغ من كلامه
قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧)
﴿قال﴾ سليمان للهدهد ﴿سننظر﴾ من النظر الذي هو التأمل ﴿أصدقت﴾ فيما أخبرت ﴿أم كنت من الكاذبين﴾ وهذا