فعلنا بموسى وأمه نفعل بالمؤمنين قال الزجاج جعل الله تعالى إيتاء العلم والحكمة مجازاة على الإحسان لأنهما يؤديان إلى الجنة التي هي جزاء المحسنين والعالم الحكيم من يعمل بعلمه لأنه تعالى قال وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لوكانوا يعلمون فجعلهم جهالا إذ لم يعملوا بالعلم
القصص (١٨ - ١٥)
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥)
﴿وَدَخَلَ المدينة﴾ أي مصر ﴿على حِينِ غَفْلَةٍ مّنْ أَهْلِهَا﴾ حال من الفاعل أي مختفياً وهو ما بين العشاءين أو وقت الفائلة يعني انتصاف النهار وقيل لما شب وعقل أخذ يتكلم بالحق وينكر عليهم فأخافوه فلا يدخل المدينة إلا على تغفل ﴿فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذا مِن شِيعَتِهِ﴾ ممن شايعه على دينه من بني إسرائيل قيل هو السامري وشيعة الرجل أتباعه وأنصاره ﴿وهذا مِنْ عدوه﴾ من مخالفيه من القبط وهو فاتون وقيل فيهما هذا وهذا وإن كانا غائبين على جهة الحكاية أي إذا نظر إليهما الناظر قال هذا من شيعته وهذا من عدوه ﴿فاستغاثه﴾ فاستنصره ﴿الذى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الذى مِنْ عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ موسى﴾ ضربه بجمع كفه أو بأطراف أصابعه ﴿فقضى عَلَيْهِ﴾ فقتله ﴿قَالَ هذا﴾ إشارة إلى القتل الحاصل بغير قصد ﴿مِنْ عَمَلِ الشيطان﴾ وإنما جعل قتل الكافر من عمل الشيطان وسماه ظلماً لنفسه واستغفر منه لأنه كان مستأمناً فيهم ولا يحل قتل الكافر الحربي المستأمن أو لأنه قتله قبل أن يؤذن له في القتل وعن ابن جريح ليس لنبي أن يقتل ما لم يؤمر ﴿إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ﴾ ظاهر العداوة
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦)
﴿قال رب﴾ يارب ﴿إني ظلمت نفسي﴾ بفعل صار قتل ﴿فاغفر لِى﴾ زلتي ﴿فَغَفَرَ لَهُ﴾ زلته ﴿إِنَّهُ هو الغفور﴾ بإقالة الذلل ﴿الرحيم﴾ بإزالة الخجل
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (١٧)
﴿قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظهيرا﴾ معينا ﴿للمجرمين﴾ للكافرين