﴿وَعَمِلَ صالحا فعسى أَن يَكُونَ مِنَ المفلحين﴾ أي فعسى أن يفلح عند الله وعسى من الكرام تحقيق وفيه بشارة للمسلمين على الإسلام وترغيب الكافرين على الإيمان ونزل جواباً لقول الوليد بن المغيرة لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعني نفسه أو أبا مسعود
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٨)
﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء﴾ وفيه دلالة خلق الأفعال ويوقف على ﴿وَيَخْتَارُ﴾ أي وربك يخلق مايشاء وربك يختار ما يشاء ﴿مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة﴾ أي ليس له من يختاروا على الله شيئاً ما وله الخيرة عليهم ولم يدخل العاطف فيما كان لهم الخيرة لأنه بيان لقوله ويختار إذ المعنى أن الخيرة لله وهو أعلم بوجود الحكمة في أفعاله فليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ومن وصل على معنى ويختار الذي لهم فيه الخيرة فقد أبعد بل ما لنفي إختيار الخلق تقديرا لاختيار الحق ومن قال ومعناه ويختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح فهو مائل إلى الاعتزال والخيرة من التخير يستعمل بمعنى المصدر وهو التخير وبمعنى التخير كقولهم محمد خيرة الله من خلقه ﴿سبحان الله وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ أي الله بريء من إشراكهم وهو منزه عن أن يكون لأحد عليه اختيار
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (٦٩)
﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ﴾ تضمر ﴿صُدُورُهُمْ﴾ من عداوة رسول الله ﷺ وحسده ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ من مطاعنهم فيه وقولهم هلا اختيرا عليه غيره في النبوة
وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠)
﴿وَهُوَ الله﴾ وهو المستأثر بالإلهية المختص بها ﴿لا إله إلا هو﴾ تقدير لذلك كقولك القبلة الكعبة لا قبلة إلا هي ﴿لَهُ الحمد فِى الأولى﴾ الدنيا والآخرة هو قولهم الحمد للَّهِ الذى أَذْهَبَ عَنَّا الحزن


الصفحة التالية
Icon