وقوته أو نفي لعلمه بذلك لأنه لما قال أوتيته على علم عندي قيل عنده مثل ذلك العلم الذي ادعاه ورأى نفسه به مستوجبة لكل نعمة ولم يعلم هذا العلم النافع حتى قي به نفسه مصارع الهالكين ﴿وَأَكْثَرُ جَمْعاً﴾ للمال أو أكثر جماعة وعددا ﴿ولا يسأل عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون﴾ لعلمه تعالى بهم بل يدخلون النار بغير حساب أو يعترفون بها بغير سؤال أو يعرفون بسيماهم فلا يسألون أو لا يسألون لتعلم من جهتهم بل يسألون سؤال توبيخ أو لا يسأل عن ذنوب الماضين المجرمون من هذه الأمة
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩)
﴿فَخَرَجَ على قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ﴾ في الحمرة والصفرة وقيل خرج يوم السبت على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة الاف على زيه وقيل عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر وعن يمينه ثلثمائة غلام وعن يساره ثلثمائة جارية بيض عليهن الحلي والديباج وفي زِينَتِهِ حال من فاعل خرج أي متزيناً ﴿قَالَ الذين يُرِيدُونَ الحياة الدنيا﴾ قيل كانوا مسلمين وغنما تمنوا على سبيل الرغبة في اليسار كعادة البشر وقيل كانوا كفارا ﴿يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون﴾ قالوه غبطة والغابط هو الذي يتمنى مثل نعمة صاحبه من غير أن تزول عنه كهذه الآية والحاسد هو الذي يتمنى أن تكون نعمة صاحبه له دونه وهو كقوله تعالى ولا تتمنو اما فضل الله به بعضكم على بعض وقيل لرسول الله ﷺ هل تضر الغبطة قال لا إلا كما يضر العضاه الخبط ﴿إِنَّهُ لَذُو حَظّ عَظِيمٍ﴾ الحظ الجد وهو البخت والدولة
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (٨٠)
﴿وَقَالَ الذين أُوتُواْ العلم﴾ بالثواب والعقاب وفناء الدنيا وبقاء


الصفحة التالية
Icon