خذيهم فانطبقت عليهم فقال الله تعالى استغاث بك مرار فلم ترحمه فوعزتي لو استرحمني مرة لرحمته فقال بعض بني إسرائيل إنما أهلكه ليرث ماله فدعا الله حتى خسف بداره وكنوزه ﴿فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ﴾ جماعة ﴿يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله﴾ يمنعونه من عذاب الله ﴿وَمَا كَانَ مِنَ المنتصرين﴾ من المنتقمين من موسى أو من الممتنعين من عذاب الله يقال نصره من عدوه فانتصر أي منعه منه فامتنع
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (٨٢)
﴿وَأَصْبَحَ﴾ وصار ﴿الذين تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ﴾ منزلته من الدنيا ﴿بالأمس﴾ ظرف لتمنوا ولم يرد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت القريب استعارة ﴿يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ﴾ وي منفصلة عن كأن عند البصريين قال سيبويه وي كلمة تنبه على الخطأ وتندم يستعملها النادم بإظهار ندامته يعني ان القوم تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون وتندموا ﴿لَوْلاَ أَن مَنَّ الله عَلَيْنَا﴾ بصرف ما كنا نتمناه بالأمس ﴿لخسف بنا﴾ وبفتحتين حفص ويعقوب وسهل وفيه ضمير الله تعالى ﴿وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون﴾ أي تندموا ثم قالوا كأنه لا يفلح الكافرون
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)
﴿تِلْكَ الدار الآخرة﴾ تلك تعظيم لها وتفخيم لشأنها يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها وقوله ﴿نجعلها﴾ خبر تلك والدار نعتها ﴿لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأرض﴾ بغيا ابن جبير أو ظلما