والتقوى وقرأ إبراهيم النخعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما ابراهيم بالرفع على معنى ومن المرسلين إبراهيم ﴿لِقَوْمِهِ اعبدوا الله واتقوه ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الكفر ﴿إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ إن كان لكم علم بما هو خير لكم مما هو شر لكم
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧)
﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله أوثانا﴾ أصناماً ﴿وتخلقون﴾
العنكبوت (١٩ - ١٧)
وتكذبون أو تصنعون وقرأ أبو حذيفة والسلمى رضي الله عنهما وتخلّقون من خلق بمعنى التكثير في خلق ﴿إِفْكاً﴾ وقرىء أفكا وهو مصدر نحو كذب ولعب والإفك مخفف منه كالكذب واللعب من أصلهما واختلافهم الإفك تسميتهم الأوثان آلهة وشركاء لله ﴿إِنَّ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً﴾ لا يستطيعون أن يرزقوكم شيئاً من الرزق ﴿فابتغوا عِندَ الله الرزق﴾ كله فإنه هو الرزاق وحده لا يرزق غيره ﴿واعبدوه واشكروا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فاستعدوا للقائه بعبادته والشكر له على أنعمه وبفتح التاء وكسر الجيم يعقوب
وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨)
﴿وَإِن تُكَذّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ المبين﴾ أي وإن تكذبوني فلا تضروني بتكذيبكم فإن الرسل قبلي قد كذبتهم أممهم وما ضروهم وإنما ضروا أنفسهم حيث حل بهم العذاب بسبب تكذيبهم وأما الرسول فقد تم أمره حيث بلغ البلاغ المبين الذي زال معه الشك وهو اقترانه بآيات الله ومعجزاته أو وإن كنت مكذباً فيما بينكم فلي في سائر الأنبياء اسوة حيث كذبوا وعلى الوسول أن يبلغ وما عليه أن يصدق ولا يكذب وهذه الآية والآيات التي بعدها إلى قوله فما كان جواب قومه