﴿وَأَهْلَهُ إِلاَّ امرأته كَانَتْ مِنَ الغابرين﴾ الباقين في العذاب ثم أخبر عن مسيرة الملائكة إلى لوط بعد مفارقتهم ابراهيم يقوله
وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٣٣)
﴿وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِىء بِهِمْ﴾ ساءه مجيئهم وأن صلة أكدت وجود الفعلين مرتباً أحدهما على الآخر كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان كأنه قيل كما أحسن بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث خيفة عليهم من قومه أن يتناولوهم
العنكبوت (٣٨ - ٣٣)
بالفجور سِىء بِهِمْ مدني وشامي وعلي ﴿وَضَاقَ بهم ذرعا﴾ وضاق بشأنهم ويتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته وقد جعلوا ضيق الذرع والذراع عبارة عن فقد الطاقة كما قالوا رحب الذرع إذا كان مطيقاً والأصل فيه أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلاً في العجز والمقدرة وهو نصب على التمييز ﴿وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ﴾ وبالتخفيف مكي وكوفي غير حفص ﴿وَأَهْلَكَ﴾ الكاف في محل الجر ونصب أهللك بفعل محذوف أي وننجي أهلك ﴿إِلاَّ امرأتك كَانَتْ مِنَ الغابرين﴾
إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤)
﴿إِنَّا مُنزِلُونَ﴾ منزلّون شامي ﴿على أَهْلِ هذه القرية رِجْزاً﴾ عذاباً ﴿مّنَ السماء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ بفسقهم وخروجهم عن طاعة الله ورسوله
وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥)
﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا﴾ من القرية ﴿آيةً بَيّنَةً﴾ هي آثار منازلهم الخربة وقيل الماء الأسود على وجه الأرض ﴿لقوم﴾ يتعلق بتركنا أو ببينة ﴿يعقلون﴾
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦)
﴿وإلى مَدْيَنَ﴾ وأرسلنا إلى مدين {أخاهم شُعَيْباً فقال يا قوم