اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر} وافعلوا ما ترجون به الثواب في العاقبة أو خافوه ﴿وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى الأرض مُفْسِدِينَ﴾ قاصدين الفساد
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (٣٧)
﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة﴾ الزلزلة الشديدة أو صيحة جبريل عليه السلام لأن القلوب رجفت بها ﴿فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ﴾ في بلدهم وأرضهم ﴿جاثمين﴾ باركين على الركب ميتين
وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨)
﴿وَعَاداً﴾ منصوب بإضمار أهلكنا لأن قوله فأخذتهم الرجفة يدل عليه لأنه في معنى الإهلاك ﴿وثمود﴾ حمزة وحفص وسهل ويعقوب ﴿وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم﴾ ذلك يعني ما وصفه من إهلاكهم ﴿مّن مساكنهم﴾ من جهة مساكنهم إذا نظرتم إليها عند مروركم بها وكان أهل مكة يمرون عليها في أسفارهم فيبصرونها ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم﴾ من الكفر والمعاصي ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل﴾ السبيل الذي أمروا بسلوكه هو الإيمان بالله ورسله ﴿وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ﴾ عقلاء متمكنين من النظر وتمييز الحق من الباطل
العنكبوت (٤٣ - ٣٩)
ولكنهم لم يفعلوا
وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (٣٩)
﴿وقارون وَفِرْعَوْنَ وهامان﴾ أي وأهلكناهم ﴿وَلَقَدْ جَاءهُمْ موسى بالبينات فاستكبروا فِى الأرض وَمَا كَانُواْ سابقين﴾ فائتين أدركهم أمر الله فلم يفوتوه
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠)
﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ﴾ فيه رد على من يجوز العقوبة بغير ذنب ﴿فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً﴾ هي ريح عاصف فيها حصباء وهي لقوم لوط {وَمِنْهُمْ


الصفحة التالية
Icon