أحسن للثواب وهي مقابلة الخشونة باللين والغضب بالكظم كما قال ادفع بالتى هى أحسن (إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ) فأفرطوا في الاعتداء والعناد ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق فاستعملوا معهم الغلظة وقيل إلا الذين آذوا رسول الله ﷺ أو إلا الذين أثبتوا الولد والشريك وقالوا يد الله مغلولة أو معناه ولا تجادلوا الداخلين في الذمة المؤدين للجزية إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا فنبذوا الذمة ومنعوا الجزية فمجادلتهم بالسيف والآية تدل على جواز المناظرة مع الكفرة في الدين وعلى جواز تعلم علم الكلام الذي به تتحقق المجادلة وقوله ﴿وقولوا آمنا بالذى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وإلهنا وإلهكم وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ من جنس المجادلة بالأحسن وقال عليه السلام ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان باطلاً لم تصدقوهم وإن كان حقاً لم تكذبوهم
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (٤٧)
﴿وكذلك﴾ ومثل ذلك الإنزال ﴿أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب﴾ أي أنزلناه مصدقاً لسائر الكتب السماوية أو كما أنزلنا الكتب إلى من قبلك أنزلنا إليك الكتاب ﴿فالذين آتيناهم الكتاب يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ هم عبد الله بن سلام ومن معه ﴿وَمِنْ هَؤُلاء﴾ أي من اهل مكة ﴿من يؤمن به﴾ أو أراد بالذين أوتو الكتاب الذين تقدموا عهد رسول الله ﷺ من أهل الكتاب ومن هؤلاء الذين كانوا فى عهد رسول الله ﷺ ﴿وما يجحد بآياتنا﴾ مع ظهورها وزوال الشبهة عنها ﴿إِلاَّ الكافرون﴾ إلا المتوغلون في الكفر المصممون عليه ككعب بن الاشرف واضرابه