لا تزول كما تزول كل آية بعد كونها أو تكون في مكان دون مكان ﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ﴾ أي في مثل هذه الآية الموجودة في كل مكان وزمان إلى آخر الدهر ﴿لَرَحْمَةً﴾ لنعمة عظيمة ﴿وذكرى﴾ وتذكرة ﴿لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ دون المتعنتين
قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٥٢)
﴿قُلْ كفى بالله بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً﴾ أي شاهدا بصدق ما ادعيه من الرسالة وانزال القرآن علي وبتكذيبكم ﴿يَعْلَمُ مَا فِى السماوات والأرض﴾ فهو مطلع على أمري وأمركم وعالم بحقى وباطلكم ﴿والذين آمنوا بالباطل﴾ منكم وهو ما يعبدون من دون الله ﴿وكفروا بالله﴾ وآياته ﴿أولئك هم الخاسرون﴾ والمغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان إلا أن الكلام ورد مورد الإنصاف كقوله وَإِنَّا أو اياكم لعلى هدى أوفى ضلال مبين وروى أن كعب بن الاشراف وأصحابه قالوا يا محمد من يشهد لك بأنك رسول الله فنزلت
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٣)
﴿ويستعجلونك بالعذاب﴾ بقولهم امطر علينا حجارة من السماء الآية ﴿وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى﴾ وهو يوم القيامة أو يوم بدر أو وقت فنائهم بآجالهم والمعنى ولولا أجل قد سماه الله وبينه في اللوح لعذبهم والحكمة تقتضي تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى ﴿لَّجَاءهُمُ العذاب﴾ عاجلاً ﴿وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ﴾ العذاب عاجلا أو
العنكبوت (٥٨ - ٥٣)
ليأتينهم العذاب في الأجل المسمى ﴿بَغْتَةً﴾ فجأة ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ بوقت مجيئه
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٥٤)
﴿يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين﴾ أي ستحيط بهم
يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥)
﴿يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ لقوله تعالى مّن


الصفحة التالية
Icon