العذاب مُحْضَرُونَ} مقيمون لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم كقوله وما هم بخارجين منها
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)
لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد فقال ﴿فَسُبْحَانَ الله﴾ والمراد بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والنثاء عليه بالخير فى هذه
الروم (٢١ - ١٧)
الأوقات لما يتجدد فيها من نعمة الله الظاهرة أو الصلاة فقيل لابن عباس هل تجد الصلوات الخمس في القرآن فقال نعم وتلا هذه الآية وهو نصب على المصدرو المعنى نزهوه عما لا يليق أو صلوا لله ﴿حِينَ تُمْسُونَ﴾ صلاة المغرب والعشاء ﴿وَحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ صلاة الفجر
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)
﴿وَلَهُ الحمد فِى السماوات والأرض﴾ اعتراض ومعناه أن على المميزين كلهم من أهل السموات والأرض أن يحمدوه وفى السموات حال من الحمد ﴿وَعَشِيّاً﴾ صلاة العصر وهو معطوف على حين تمسون وقوله عشياً متصل بقوله الا كثران الصلوات الخمس فرضت بمكة
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩)
﴿يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت﴾ الطائر من البيضة أو الإِنسان من النطفة أو المؤمن من الكافر ﴿وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحي﴾ أي البيضة من الطائر أو النطفة من الإِنسان أو الكافر من المؤمن والميت بالتخفيف فيهما مكي وشامي وأبو عمرو وأبو بكر وحماد بالتشديد غيرهم ﴿ويحيي الأرض﴾ بالنبات ﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ يبسها ﴿وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ تخرجون حمزة وعلي وخلف أي ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم والكاف في محل النصب بتخرجون والمعنى أن الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت


الصفحة التالية
Icon