وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢)
﴿ومن آياته خَلْقُ السماوات والأرض واختلاف أَلْسِنَتِكُمْ﴾ أي اللغات أو أجناس النطق وأشكاله ﴿وألوانكم﴾ كالسواد والبياض وغيرهما ولاختلاف ذلك وقع التعارف وإلا فلو تشا كلت واتفقت لوقع التجاهل والالتباس ولتعطلت المصالح وفي ذلك آية بينة حيث ولدوا من أب واحد وهم على الكثرة التي لا يعلمها إلا الله متفاوتون ﴿إِنَّ فِى ذلك لآيات للعالمين﴾ جمع عالم وبكسر اللام حفص جمع عالِم ويشهد للكسر قوله تعالى وَمَا يَعْقِلُهَا الا العالمون
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣)
﴿ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم مّن فَضْلِهِ﴾ هذا من باب اللف وترتيبه ومن آياته منامكم فى الومانين وابتغاؤكم فيهما والجمهور على الأول لتكرره في القرآن وأسد المعاني ما دل عليه القرآن ﴿إِنَّ فِى ذلك لآيات لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ أي يسمعون سماع تدبر بآذان واعية
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤)
﴿ومن آياته يُرِيكُمُ البرق﴾ في يريكم وجهان إضمار أن كما فى حرف ابن مسعود رضى الله عنه وإنزال الفعل منزلة المصدر وبهما فسر المثل تسمع بالمعيدي خير من أن تراه أي أن تسمع أو سماعك ﴿خَوْفًا﴾ من الصاعقة أو من الإخلاف ﴿وَطَمَعًا﴾ في الغيث أو خوفاً للمسافر وطمعاً للحاضر وهما منصوبان على المفعول له على تقدير حذف المضاف إليه مقامه أي إرادة خوف وإرادة طمع أو على الحال أي خائفين وطامعين ﴿وينزل من السماء﴾ وبالخفيف مكى وبصرى