بمعنى الهين فيوصف به الله عز وجل وكان ذلك على الله يسيراً كما قالوا الله أكبراى كبير والإعادة في نفسها عظيمة ولكنها هونت بالقياس إلى الإنشاء أو هو أهون على الخلق من الإنشاء لأن قيامهم بصيحة واحدة أسهل من كونهم نطفاً ثم علقاً ثم مضغا إلى تكميل خلقهم ﴿وَلَهُ المثل الأعلى فِى السماوات والأرض﴾ أى الوصف الا على الذي ليس لغيره وقد عرف به ووصف فى السموات والأرض على ألسنة الخلائق وألسنة الدلائل وهو أنه القادر الذي لا يعجز عن شيء من إنشاء وإعادة وغيرهما من المقدورات ويدل عليه قوله ﴿وَهُوَ العزيز﴾ أي القاهر لكل مقدور ﴿الحكيم﴾ الذي يجري كل فعل على قضايا حكمته وعلمه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المثل الأعلى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السميع البصير وعن مجاهد هو قول لا إله إلا الله ومعناه وله الوصف الأرفع الذي هو الوصف بالوحدانية ويعضده قوله
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨)
﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ فهذا مثل ضربة الله عز وجل لمن جعل له شريكا من خلقه من للابتداء كأنه قال أخذ مثلاً وانتزعه من أقرب شيء منكم وهي أنفسكم ﴿هَلْ لكم﴾ معاشر الاحرار ﴿مما ملكت أيمانكم﴾ عبيدكم ومن التبعيض ﴿من شركاء﴾ من مريدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي ومعناه هل ترضون لا نفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيدان بشارككم بعضهم ﴿فِى مَا رزقناكم﴾ من الأموال وغيرها ﴿فأنتم﴾ معاشر الاحرار والعبيد
الروم (٣٠ - ٢٨)
﴿فِيهِ﴾ في ذلك الرزق ﴿سَوَآء﴾ من غير تفصلة بين حر وعبد يحكم مما ليككم فى أموالكم كحكمكم ﴿تخافونهم﴾ حال من ضميرالفاعل في سواء أي متساوون خائفاً بعضكم بعضاً مشاركته فى المال والمعنى تخافون معاشر السادة عبيدكم فيها فلا تمضون فيها حكماً دون إذنهم خوفاً من لائمة تلحقكم من جهتهم ﴿كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ يعني كما يخاف بعض


الصفحة التالية
Icon